القائمة الرئيسية

الصفحات

ماهو الفرق بين الرسول والنبي ؟

ماهو الفرق بين النبي والرسول ؟

أي متتبع ومطلع لهذا الموضوع المهم يجد أن أكثر الناس واغلبهم لا يستطيعون التفريق بين النبي والرسول , ويخلطون بين هذين المصطلحين وذلك قد يكون لقلة الاطلاع وعدم المعرفة الدقيقة بهذا الأمر , وهنا نجد أن العلماء قد اختلفوا في الفرق بين الرسول والنبي ، وجمهور العلماء ذهبوا على أن :
- النبي هو من أوحي إليه من الله ولم يؤمر بالتبليغ .
- والرسول هو من أوحي إليه وأمر بالتبليغ .


ولكن .. مع وجود وكثرة هذا الاختلاف بين العلماء في الفرق بين النبي والرسول فإنهم اتفقوا على أن للرسول أفضيلة فهو أفضل من النبي ، وأن الرسول قد حاز شرف النبوة وزيادة ، ولذلك قالوا : كل رسول فهو نبي ، وليس كل نبي رسولا .

وبهذا يتضح أن كل ما ورد في أن النبي محمدا صلى الله عليه وآله وسلم هو خاتم النبيين وأنه لا نبي بعده ، أنه يدل على أنه لا رسول بعده أيضا ، لأنه لا يكون هناك رسول إلا وأن يكون هو نبي .
ولو جاء النص على أن الرسول الأكرم محمدا صلى الله عليه وآله وسلم هو خاتم الرسل ، لم يكن هذا النص نافيا لوجود نبي بعده ، لأنه يحتمل أن يوجد نبي وهو ليس برسول .
لكن .. قد جاء النص بأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هو خاتم النبيين وأنه لا نبي بعده ، فهذا ينفي وجود نبي بعده ، وكذلك ينفي وجود رسول بعده .
يقول أحد العلماء : عند تفسيره لقوله تعالى (ولكن رسول الله وخاتم النبيين) ...فهذه الآية نص في أنه لا نبي بعده ، وإذا كان لا نبي بعده فلا رسول بالطريق الأولى والأخرى ، لأن مقام الرسالة أخص من مقام النبوة لأن مقام النبوة أعم كما بينا ذلك .

وربما يمكن أن يقال: ان النبي والرسول كليهما مرسلان الى الناس بشكل عام , غير أن النبي بعث لينبئ الناس بما عنده من نبأ الغيب من قبل الله سبحانه وتعالى لكونه خبيراً بما عند الله , والرسول هو المرسل برسالة خاصة زائدة على أصل نبأ النبوة كما يشعر به ويُفهم من أمثال قوله تعالى: (( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً )) (الاسراء:15).
وعلى هذا فالنبي هو يبين للناس صلاح معاشهم في دنياهم ومعادهم في أخراهم من أصول الدين وفروعه وبشكل عام يدعو الناس على ما اقتضته عناية الله من هداية الناس الى سعادتهم .

- وهنا أيضا يمكننا القول أن الرسول هو الحامل لرسالة خاصة مشتمل على اتمام حجة من قبل الله سبحانه وتعالى يستتبع مخالفته هلاكه أو عذاباً أو نحو ذلك قال تعالى: (( لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ))(النساء:165) , ولا يظهر من كلامه تعالى في الفرق بينهما أزيد مما يفيده لفظاهما بحسب المفهوم , ولازمه هو الذي أشرنا اليه: (من أنّ للرسول شرف الوساطة بين الله تعالى وبين عباده وللنبي شرف العلم بالله وبما عنده) .
وهذه الفروقات فُهمت من خلال الاستعمالات الواردة في القرآن الكريم وما توصل له العلماء اللغويين المختصين باللغة العربية وأهل التفسير الذين حصل لهم إطلاع تام على التراث القرآني والنبوي ..


موقع كنوز النحو العربي ..